تحقيق الأحلام .. بالدردشة!

[b]



حلمي أن أتعرف على فتاة إنكليزية لعلها تعلمني لغتها وتستطيع مساعدتي في السفر إلى بريطانيا "قالها علاء الزعبي 26 عاما بحسرة وهو يتحدث مع إحدى الفتيات غير مكترث بما يهدره من وقت أو بما أطرحه عليه من أسئلة عن مواقع الدردشة "الشات".
كوب من الشاي وعلبة سجائر مؤونة علاء في سهرته التي تمتد من الثانية عشرة ليلا حتى التاسعة صباحا، يمضيها في التحدث مع الفتيات معتقدا أنه سيحقق هذا الحلم يوما ما، عساه يؤمن فرصة عمل محترمة هنالك في العالم الأخر حيث يتعاملون بصدق مع الآخرين عكسنا تماما.
علاء ليس الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة، فالمراهقون وطلاب الجامعات وآخرون ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و 28 عاما يشاركونه حلمه في السفر إلى أوروبا ، ووسيلتهم إلى ذلك مواقع الدردشة والغرف الصوتية التي باتت تحتل حيزا لا بأس به من اهتماماتهم..
سيريا رووم ،دردشة حبيبتي ، 123 سات ،لايت سي،هاي سوريا، والياهو، هي أكثر مواقع الدردشة شعبية في سوريا حسب ما أكده رواد وأصحاب مقاهي الأنترنت .والكثير من هذه المواقع ليست دردشة مباشرة إنما على شكل منتديات اجتماعية تهتم بالشؤون الفنية والرياضية والتقنية،لكنها تستخدم كشبكات تعارف مباشر بالدرجة الأولى مثل ( شبابلك،سوريا كوم) غسان فياض 25 عاما وهو صاحب مقهى انترنت يرى أن الشباب يهدفون إلى شيء واحد هو التعرف على الفتيات وبالعكس،ولديه في المقهى زبائن مدمنين يجلسون حوالي 10 ساعات يوميا على الأنترنت، حتى أن البعض يهربون من المدارس والجامعات للتعرف والتسلية وممارسة الجنس على الأنترنت، لذا يضطر أحيانا إلى طردهم.



ويتابع فياض بنبرة حزينة : "المثليون هم من زوار هذه المواقع أيضا ، فالشاب يدخل إلى مواقع التواعد للبحث عن شاب يشاركه ميوله الجنسية ، والفتيات كذلك الأمر ،يتعرفون على بعضهم ثم يلتقون خارج المقهى ، إنه أمر مخجل!" وفي محاولة لزيادة عدد زبائنها تعمل مقاهي الأنترنت في سوريا على إشهار هذه مواقع الدردشة مثل موقع (اللايت سي) ، إذا ما علمنا أن غالبية رواد مقاهي الأنترنت – حسب إحصائيات موقع أليكسا - هم من زوار مواقع "الشات" التي يتم الولوج إليها مجانا.عندما تدخل إلى مواقع "الشات" تجد الكلمات السوقية شائعة جدا ، حتى الاسم المستعار بذيء ، وكثيرا ما يدخل شاب على أنه فتاة ويحاول تصيد الشباب بالكلام المعسول والجميل ، ثم يشترط عليهم أن يحصل على بطاقات تعبئة للموبايل بقيمة 10 دولارات قبل أن يريهم نفسه على الكاميرا، وطبعا من لا يعرف هذه الحركات تنطلي عليه الخدعة ويأكل الطعم بسهولة.محمد السلامة 27 عاما وهو طالب جامعي يدخل مواقع "الشات" للتسلية، لكنه مع ذلك يعتبرها رديئة جدا، و70% من رواد مقاهي الأنترنت يدخلون للتسلية بالكلمات السيئة.

ويضيف محمد :"نادرا ما تكون هذه العلاقات صادقة ، تمت بعض حالات الزواج من خلال هذه المواقع لكنها باءت بالفشل والطلاق".

وتختلف نظرة الآباء إلى هذه المواقع حسب درجة تعليمهم واستخدامهم لتقنية الأنترنت، فأغلبية الآباء لا يعرفون شيئا عما يفعله أولادهم على الأنترنت ، أما بعض الآباء الذين أتاحت لهم الفرصة استخدام الأنترنت وهم غالبا من المثقفين يهتمون لأولادهم ويراقبونهم .بلال الحمصي 20 عاما وهو مصمم مواقع إلكترونية يحدث والده باستمرار عن الأنترنت ومواقع الدردشة، و يرى أن معظم الآباء ليس لديهم فكرة عن الأنترنت أصلا،فكيف عن هذه المواقع!!

أما المستفيد الوحيد من هذه المواقع كما يرى بلال فهو من يصمم هذه المواقع ، مثلا سيريا رووم فيها أكثر من 200 غرفة وأجار كل غرفة حوالي 100 دولار في السنة .ويكمل بلال :" طلب مني بعض الشباب تصميم بعض الغرف مقابل 100 دولار لكل غرفة ، لكنني رفضت ذلك ، ولكنني أحد المرات صممت موقعا ثم رفضت بيعه لأنني أردته موقعا تعليميا وليس للدردشة فقط "البحث عن الذات وتحقيقها هو الدافع وراء ولوج الشباب إلى مواقع الشات كما يرى أحمد سلوطة 42 عاما أستاذ علم النفس في جامعة دمشق ورئيس قسم الإرشاد بجامعة البعث، فالشاب يبحث عن أناس يشاركونه الاهتمام ،وهو يمارس أحلام اليقظة على الأنترنت ليحقق دوافع الفضول والجنس والحب حتى لو كان تحقيقها خياليا.ويضيف سلوطة :"أما نظرة الآباء فهي نظرة تخوف، لكنه ليس شديدا،فنحن تقلبنا الأنترنت كوجود افتراضي غير حقيقي ،أما بالنسبة للبنات فالأمر مختلف لأن المجتمع للأسف ينظر للمرأة على أنها متهمة بنفسها ،وإذا رأيناها على الأنترنت فهي الخاطئة في حين نتهم الشاب في سلوكه ونبرئه ".


ايها القارئ هل حققت الدردشة احلامك واشبعت رغباتك؟
انتظر اجابة تحمل الشفافيه والمصداقيه من شخص جريئ الطرح,,, فهل هو انت؟!